علي الشرنوبي يكتب: الإخوان يخططون لإحتلال مصر “عسكريا” بمساعدة تركيا وداعش!

بعد نفاذ صبرهم وفشل سابق خططهم

imagesالإخوان يخططون لإحتلال مصر “عسكريا” بمساعدة تركيا وداعش!

* أردوغان يسعى لضمان السيطرة على الأراضي السورية ثم استهداف الأردن تمهيدا للوصول الى الهدف النهائي وهو مصر.

* مصر تملك معلومات تدين “مالك” شقيق باراك أوباما وكانت ستشكل فضيحة دولية كبيرة، لكن ولسبب ما، رفضت مصر استخدامها علنا !.

* نبوءات في الكتاب المقدس “دانيال 11” تشير لقرب غزو تركيا لمصر وإقامة الخلافة فور الإطاحة ببشار الأسد واستعادة الإخوان السلطة في مصر.

* وينسال: عندما تنجح تركيا والإخوان في إسقاط الحكومة المصرية، فسوف تصبح جزء من الخلافة الجديدة التي ستنشأ خلال 8 أو 9 سنوات، فهي مجرد مسألة وقت.

بعد أن يئست جماعة الإخوان المسلمين من عودتهم للحكم والسلطة والنفوذ مرة اخرى في مصر بعد أن ذاقوا حلاوتها، أو حتى الحصول على عدد كاف من المقاعد البرلمانية والتي تسمح بتشكيلهم الحكومة والعودة الى الأضواء ومراكز صنع القرار، يبدو أن الجماعة لم تجد حلا آخر لتحقيق مرادهم وأهدافهم إلا بالإستيلاء على مصر ككل عن طريق الغزو واسقاط الحكومة الحالية لتتولى الجماعة السلطة في البلاد، وقد بدأت الجماعة بالفعل في دق طبول الحرب إنطلاقا من تركيا، التي يحمل رئيسها الكثير من الحقد والغل تجاه مصر والمصريين، خاصة بعد أن أطاح الشعب المصري بالجماعة التي ينتمي اليها الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان، وذلك بحسب ما ورد على موقع الكاتب والمحلل العربي الأصل والأمريكي الجنسية “وليد شعيبات”.
ويؤكد شعيبات في هذا الصدد أن وزارة الخارجية الأمريكية والرئيس أوباما أظهروا ترحيبا واسعا بتلك المخططات الإخوانية التركية، وبشكل أكثر تحديدا، المجلس الثوري لجماعة الإخوان المصرية، والذي يعمل من تركيا بعد طرد قياداته من مصر.
ويشير شعيبات الى أنه وبينما كانت تجري مثل تلك الاجتماعات بين قيادات الإخوان وممثلين عن الحكومة والخارجية الأمريكية والتركية، كانت قنوات التلفزيون التابعة للإخوان في تركيا تقوم بإصدار الإنذارات والتحذيرات إلى أي شخص من الأشخاص العاملة في مصر أو من يدعم الرئيس عبد الفتاح السيسي، وفي تقرير خاص للجماعة، حدد الإخوان المواعيد النهائية بأواخر شهر فبراير الجاري لكي يقوم السائحين والرعايا الأجانب والشركات الأجنبية المتواجدين في مصر بتركها والسفر الى بلادهم، وإلا فإنهم سيتعرضون لهجمات إرهابية تستهدفهم بشكل أساسي سواء في مصر أو في الشرق الأوسط.
ومنذ الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي في منتصف عام 2013، تؤكد التقارير أن جماعة الإخوان تقوم بإعادة تجميع كوادرها ونشطائها وحشدهم للتآمر على مصر، في حين تقيم وتعمل قياداتها من داخل تركيا، كما كانت هناك دلائل متعددة ومتزايدة على أن تركيا تحول تركيزها بعيدا عن نظام بشار الأسد العنيد في سوريا وتوجه أهتمامها وتركيزها بنسبة أكبر إلى مصر أولا وليبيا ثانيا، وفي محاولة من الجماعة لعزل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وإبقاؤه وحيدا دون الداعمين العرب له، كانت هناك أكثر من محاولة من جانب الإخوان لتفكيك تحالفه مع دول الخليج العربي عن طريق الإفراج عن المحادثات الهاتفية أو التسريبات التي كان السيسي يتحدث فيها عن تلك الأطراف الخليجية بما قد يضعه في حرج كبير ويسيء الى العلاقات المصرية مع تلك الدول خاصة الحليفين الرئيسيين السعودية والإمارات.

أما بالنسبة لتركيا وأردوغان، فأنه لا فرق حقيقي بالنسبة له إذا ما قام الثوار المتمردين أو داعش أو الإخوان بالإطاحة الأسد، فما يهم أردوغان في جميع الحالات هو ضمان السيطرة على الأراضي السورية من خلال نواب ووكلاء يدينون بالولاء والجميل له، ثم يستمر تنفيذ الخطة التركية باستهداف الأردن لاحقا، تمهيدا للوصول الى الهدف النهائي وهو مصر.
فمن المؤكد أن تنفيذ مخططات أردوغان لغزو مصر بالتعاون والتحالف مع داعش والإخوان، سوف يكون أسهل بكثير بعد ضمان السيطرة على سوريا والأردن، وهذا الأخير يتواجد على قائمة المستهدفين بعد سوريا مباشرة.
ومن جانبها، تواصل إدارة أوباما إرسال إشارات أنها ستقوم بالدعم الكامل لجماعة الإخوان في حالة نشوب أي مواجهة بين تركيا ومصر، وبالإضافة إلى ذلك، يرى شعيبات أن في مسألة الافراج عن الفلسطيني المتهم بتورطه في دعم الإرهاب “سامي العريان” من سجون أمريكا وترحيله إلى تركيا استعراض كبير لهذا الدعم الأمريكي.
وبالطبع، كان هناك مؤخرا كان هناك لقاء مع قيادات ادارة أوباما ووزارة الخارجية الأمريكية تم فيه الترحيب بعدد كبير من قادة الإخوان المسلمين الأمريكيين في البيت الأبيض، ومن المؤكد أن هذا الاجتماع كان لغرض أكبر بكثير مما تم مناقشته والإعلان عنه، وقد أرسل هذا الاجتماع في حد ذاته رسالة واضحة من أوباما بدعم الإدارة الأمريكية لجهود الإخوان ضد مصر.
وبرغم ذلك، فإنه منذ صيف عام 2013، كانت مصر تملك كل المعلومات التي تدين شقيق باراك أوباما “مالك”، وهي المعلومات التي كانت ستشكل فضيحة دولية كبيرة، وتشمل ايضا معلومات عن مؤسسة IRS والناشط لويس ليرنر، ولكن لسبب ما، رفضت مصر استخدامها علنا.

وإذا نظرنا من جانب آخر، نجد عددا من التقارير الصحفية التي تتحدث عن أن هناك تعاونا كبيرا وقائما بالفعل بين كل من تركيا وتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، ومنها أحد التقارير للمحلل الأمريكي “بين باراك”، والذي يقول أنه ومع ما هو معروف من محاولات داعش لترسيخ أقدامها ووجودها في مصر، نجد أن المرحلة الأولى من محاولة غزو داعش لمصر قد بدأت بالفعل،وهو ما بدأت وسائل الإعلام الغربية في الإنتباه اليه، برغم أنه كان واضحا لكثير من الأشخاص العاديين منذ وقت طويل، مع حقيقة أن وسائل الإعلام الغربية ومن قبلها الإدارة الأمريكية لا تصرح ولا تعلن عن وجود هذا التعاون والتحالف بين تركيا وداعش، وأن تنظيم داعش هو وكيل بالإنابة عن تركيا. ويوضح باراك أن هناك أدلة قاطعة كثيرة على ذلك، نكتفي بالإشارة الى نقطة واحدة فقط منها، وهي قيام تركيا بقصف الأكراد بدلا من داعش كما أكدت وكالة “رويترز” الإخبارية، وحتى مع العلم بقيام داعش بتدريب عناصر تنظيم أنصار بيت المقدس الذي يعيث فسادا في أراضي سيناء المصرية، لكن مرة أخرى، لا تشير وسائل الإعلام الى دور تركيا في كل هذا بالرغم من وضوحه للكثيرين، لكن من السهولة أيضا معرفة دور تركيا والإخوان في تلك الأحداث، إذا ما سألنا أنفسنا عمن المستفيد بشكل أساسي مما يجري حاليا في العالم العربي عموما ومصر خصوصا.
ويشير باراك الى الرسالة الصوتية التي نشرها تنظيم انصار بيت المقدس على الإنترنت، والتي أعلن فيها التنظيم ولاؤه لداعش، قائلا أن ذلك التسجيل، يمثل فصلا جديدا من فصول التطور لأخطر جماعة ظهرت في مصر حتى الآن، فمنذ عام 2012، قام تنظيم أنصار بيت المقدس بعدد كبير من الهجمات الأكثر جرأة وتطورا، وقتل التنظيم المئات من ضباط الشرطة والجنود المصريين، برغم تأكيد المحللين أن عدد أفراد التنظيم تتراوح بين المئات إلى ما لا يتعدى الألف.
لكن في حين هجمات انصار بيت المقدس استهدفت بشكل حصري تقريبا الحكومة المصرية ممثلة في الجيش والشرطة حتى الآن، إلا أن هناك خوف متزايد من أن يؤدي وجود علاقة ولاء وطاعة مع داعش، الى أن تتوسع التهديدات لتشمل مواقع مدنية وسياحية هامة.
ويلاحظ أنه وفور الإعلان عن الهجوم الذي راح ضحيته نحو الثلاثون من أفراد الجيش المصري في سيناء منذ نحو الشهرين، أصر الرئيس عبد الفتاح السيسي على أن تلك العملية كانت بـ”تمويل خارجى”، ويفسر الكثيرون ذلك بالرجوع الى تركيا التي لديها بالفعل الدافع للقيام بذلك، والتي لديها أيضا شراكة مع داعش التي تقوم بالتدريب وإعطاء الأوامر لأنصار بيت المقدس بعد إعلانه الولاء لداعش.
إذن، لدينا هنا كل من تركيا، ووكيلها والنائب عنها “داعش”، وأنصار بيت المقدس الفرع الجديد لداعش في مصر، وإذا كان هناك بلد أكثر تضررا من الإطاحة بمحمد مرسي، فهذا البلد هو تركيا، التي بكى رئيس وزراءها أردوغان بشدة، بعد سماعه قصيدة شعر كتبتها إبنة القيادي الإخواني محمد البلتاجي، والتي قتلت خلال الاحتجاجات التي تلت الإطاحة بمرسي، بحسب الكاتب الأمريكي الذي يؤكد أن رفض المصريين لجماعة الإخوان، سبب انتكاسة كبيرة لأردوغان وربما ساهم في نزول دموعه أكثر من وفاة ابنة البلتاجي. وهو ما يؤكده الكثيرون مؤكدين أن تركيا لن تستريح طالما ظل عبد الفتاح السيسي في رئاسة مصر.
وبالعودة الى الولايات المتحدة، نجد أن هناك تأكيدات من كبير مستشاري السياسة الخارجية لاوباما “زبيجنيو بريجنسكي”، أن هناك أربع دول – مع وجود تركيا في الدور القيادي – تحتاج الولايات المتحدة إلى الاعتماد عليها في التعامل مع داعش، الثلاثة دول الأخرى كانت مصر والمملكة العربية السعودية، وإيران… ونلاحظ هنا أنه أغفل تماما دور الرئيس السوري بشار الأسد.
وفيما يتعلق بمصر، فإن إدارة أوباما فعلت كل ما في وسعها لإبقاء الإخوان في السلطة، وهو ما دفع السيسي إلى أحضان روسيا، بينما القى أوباما نفسه في أحضان الإخوان وتركيا، بل أنه أمر مثير للصدمة، إذا علمنا أن هناك نوعا من الشراكة بين تركيا وداعش، كما أن الاعتماد على مصر للمساعدة في الحرب مع داعش يتطلب بالضرورة الانحياز مع مصر ضد تركيا، وهو مالم تظهر إدارة أوباما أي علامات على القيام به، وسبب ذلك أنه ورغم كل شيء، ففي النهاية يعلم الجميع أن تركيا هي حليف ثمين لحلف شمال الأطلسي؛ بينما مصر ليست كذلك.
أما على المستوى الشعبي، فالشعب المصري يبدو مستعدا تماما لمحاربة داعش، خاصة في ظل حالة الغضب التي تعتمل في صدور المصريين بعد الهجمات التي نفذها الإرهابيين سواء من داعش أو من انصار بيت المقدس.
وفي سياق التأكيد على تلك النظريات القائلة بمحاولات تركيا الحالية والمستقبلية لغزو كل من مصر وليبيا، يشير بعض الكتاب والمحللين الى وجود نبوءات في الكتاب لمقدس تشير قرب حدوث ذلك، وبالتحديد ما جاء في سفر دانيال 11: من عدد 43 الى 45، وفي تفسيرهم لهذه النبوءة الواردة في الكتاب المقدس، يقول المحللين أن الحلقات المفقودة لتركيا لإقامة الخلافة مرة أخرى هي الإطاحة بحكم بشار الأسد من سوريا، وهو الدور الذي تقوم به داعش بالنيابة عن تركيا، وكذلك استعادة جماعة الإخوان السلطة في مصر، ومع قرب تحقق تلك الأمور، يبدو أن الغزو التركي لمصر يقترب بشدة.
وبالتمهيد لقرب ذلك، نجد أن المسؤولين الحكوميين في مصر يطالبون بمقاطعة فورية وكاملة للسلع والبضائع التركية، وفي نفس الوقت نجد أن التوترات بين البلدين تزداد سوءا. حيث ذكرت تقارير اعلامية مصرية أن المسؤولين في مصر لا يطالبون فقط بمقاطعة السلع التركية، بل وحتى العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ويمكن أن تكون تلك الدعوة هي الفصل الأخير في التدهور المستمر في العلاقات بين البلدين، وذلك بالتوازي ايضا مع إتهام تركيا المستمر للرئيس عبد الفتاح السيسي بكل شيء سيء، بدءا من “عدم الشرعية” مرورا بـ”الإرهاب” وصولا إلى “جرائم الحرب”.
فمنذ الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي على يد السيسي والجيش المصري، استمرت تركيا في توجيه سهام النقد والإتهامات للسيسي بأنه “ديكتاتور” ويقوم بـ”اضطهاد المسلمين” بحسب قول شعيبات، وقال الرئيس التركي أردوغان وقتها انه سيرحب بسبعة من كبار الشخصيات من الإخوان الذين قد يجبرون على مغادرة قطر، مشيرا إلى علاقاته القوية مع الجماعة، وبالتبعية مع فرعها في غزة حركة حماس.
ونشرت الصحف التركية على لسان أردوغان قوله: “في حالة ما يطلبون أن يأتوا إلى تركيا، سيتم القيام ببعض التحقيقات اللازمة، فإذا لم تكن هناك عقبات، سيتم توفير الراحة الإلزامية التي قدمت إلى الجميع وستقدم لهم”… وكانت تلك التصريحات عقب عودته من زيارة رسمية لقطر.
وأضاف أردوغان: “يمكن أن يأتوا إلى تركيا تماما مثل أي زائر أجنبي آخر، إذا لم يكن هناك أي مشاكل”، متخذا بذلك موقف مخالف لمعظم الدول العربية التي دعمت الحملة المصرية على الجماعة.
وردا على ذلك قالت مصر، ان الحكومة تفكر جديا في المقاطعة الاقتصادية الكلية لتركيا، وفي بيان خاص، انتقدت وزارة الخارجية المصرية خطاب أردوغان في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، والذي كرر فيه العديد من اتهاماته ضد السيسي وحكومته.
وقال البيان المصري، “لقد كانت تركيا تعاني على مدى السنوات الـ 12 الماضية من حكم أردوغان ومن الممارسات غير الديمقراطية والاستخفاف بحقوق الإنسان”. كما استنكر البيان قيود أردوغان على حرية التعبير، وكذلك استخدام القوة المفرطة ضد النشطاء السياسيين والمتظاهرين السلميين، مشيرا إلى إغلاق الشبكات الاجتماعية مثل تويتر في خرق صارخ لحرية الرأي وكذلك القيود المفروضة على الصحافة والقضاء بتهمة الفساد، وكذلك الأحكام الجائرة ضد الصحفيين والكتاب. مضيفا: “مثل هذه الممارسات المتكررة والأعمال غير الديمقراطية لا يمكن أبدا أن تعطي أي مبرر أخلاقي أو سياسي لاردوغان ليتحدث عن الديمقراطية، لكنها تعكس فقط الأيديولوجية الشخصية للزعيم التركي الذي لديه أوهام حول استعادة مجد الإمبراطورية العثمانية بعيدا عن المصالح الوطنية لبلده وشعبه “.

ويرى عدد من المحللين أن ما تنشره وسائل الإعلام سواء التابعة للإخوان أو لتركيا، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن تنظيم داعش هو عبارة عن “جنود المشاة” لجماعة الإخوان وتركيا. وهو ما عبر عنه أحد كوادر الجماعة المدعو محمد الحوفي في تغريدة له على تويتر قال فيها: “لماذا يخافون من الإمبراطورية العثمانية؟ وهو ما وحد جميع المسلمين تحت راية واحدة، فأسقطوها، وما وجدت أنظمة اليوم الا لبقاء الوضع كما هو عليه”.
ومن ناحية أخرى، فقد سافر الزعيم الروحي للإخوان يوسف القرضاوي إلى تركيا العام الماضي ليعلن أن إعادة قيام الإمبراطورية العثمانية يجب أن يبدأ من هناك، فيما إعتبر البعض أن هذا الكلام كان بمثابة توبيخ لزعيم داعش أبو بكر البغدادي الذي وكأنه كان يلعب الكرة عندما أعلن قيام الخلافة.
وربما يرى الكثيرين أن تلك التصريحات على ما يبدو تجعل داعش والإخوان نوعا من الأعداء، لكن الحقيقة أنه لم يكن هذا هو الحال عند إطلاق تلك التصريحات، بينما يبدو أن داعش لا يهمها كثيرا علاقتها بالإخوان الآن أو أن تدخل في عداوة مع الإخوان، في الوقت الذي تواصل فيه توسعها في مصر، وشكلت تحالفا مع كل من أنصار بيت المقدس في سيناء وجماعة أنصار الشريعة في ليبيا.
وعلاوة على ذلك، كلما وجدت داعش مساحة أكبر من الحرية في التوسع وكسب الأراضي، فانها بالتأكيد ترغب في أن تضيع وقتا أقل في محاربة جماعة الإخوان، بل وفي الواقع، سوف يأتي الوقت قريبا الذي تجد فيه داعش وجماعة الإخوان أنفسهما في مواجهة عدو مشترك لهما في مصر وهو الجيش والشعب المصري على السواء.
ويجد عدد من الخبراء أن الوضع الحالي يعطي إشارة صريحة لداعش للبدء في التركيز على إحداث المزيد من الفوضى في المنطقة، وبالإضافة إلى أن ذلك يخدم مصالحها الخاصة، فتلك الحالة سوف توفر أيضا فرصة لتركيا لتكون أكثر انخراطا في مصر، ومن المرجح أن تقوم تركيا كدولة عضو في حلف الناتو بالتدخل ضد داعش، لكن في الواقع، فإن تركيا من ناحية أخرى أكثر إهتماما باستخدام داعش كجنود مشاة في خطتها لغزو أو إختراق مصر.

ويؤكد على نفس النقطة موقع فوكس نيوز الذي يقول أن هناك بالتأكيد عدد من قادة الإخوان يخططون لإسقاط الحكومة الحالية في مصر، ويبدو أنهم سيضطرون لتلقى مساعدة تركيا، ويضيف الموقع في حديثة عن الجماعة قائلا: انهم منبوذين في أغلب دول الشرق الأوسط، لكن جماعة الإخوان قد تجد ترحيب في تركيا، وهي حليف للناتو والتي يبدو أن الضغط الإقليمي والغربي لم يدفعها لأن تنأى بنفسها عن دعم الجماعة.
ويشير الموقع الى أن الجماعة سعت بعد طردها من مصر لإيجاد ملجأ لقادتها في قطر، لكن وتحت ضغط عدد من الدول الخليجية مثل السعودية والبحرين والإمارات، أعلنت قطر أنها سوف تستبعد عدد من كبار الإخوان من أراضيها، وهو ما سبب احراجا كبيرا لدولة قطر، والتي برغم كونها الحليف الوثيق للولايات المتحدة، إلا أنها أيضا الداعم الدولي الرئيسي والممول الكبير لجماعة الإخوان وكذلك لجبهة النصرة و، وفقا لبعض التقارير، الدولة الإسلامية. كما تشير صحيفة الأوبزرفر الى أن أجندة قطر والتي تتلخص في الإطاحة بالقادة الليبراليين والعلمانيين من دول الشرق الأوسط، لا تزال هي نفسها دون تغيير.
على الجانب الآخر نجد أن تركيا هو البلد الوحيد الذي منح حق اللجوء لقادة الإخوان، وقد أعلنت جماعة الإخوان بالفعل، أنها تخطط لاستغلال وضعهم كلاجئين في تركيا لزعزعة الاستقرار ومحاولة قلب نظام الحكم المصري الحالي؛ والحق أنه أمر غريب أن تقوم تركيا بتوفير الملجأ لقادة الإخوان الذين يسعون للإطاحة بحكومة مصر.
فمن الواضح أن أردوغان رئيس تركيا ليس صديقا للحكومة المصرية الجديدة، لأنه كان ضد أن يطيح الجيش بمرسي، وبالتأكيد يود أردوغان أن يرى عودة مرسي إلى عرش مصر مرة أخرى، كما أعلن بنفسه عدة مرات.
بالإضافة الى أنه إذا كانت مصر سوف تكون واحدة من الدول التي تشكل الخلافة العثمانية الإسلامية القادمة، فلابد أن تضطر إلى التغيير، ويظن وينسال أنه وبمجرد أن تنجح تركيا والإخوان في إسقاط الحكومة المصرية الحالية، فسوف تصبح في التو جزء من هذه الخلافة الجديدة التي من المرجح أن تنشأ خلال 8 أو 9 سنوات من الآن، فهي مجرد مسألة وقت في هذه المرحلة.

وعلى صفحات موقع “مجلة فرونت بيج”، يؤكد الكاتب أرنولد اليرت أن كراهية أوباما المستمر نحو الحكومة المصرية ليس من قبيل الصدفة، فلطالما كان أوباما يشعر بتعاطف وحب تجاه جماعة الإخوان، وما حدث من الإطاحة بالجماعة الإرهابية من السلطة أوغر صدور الإدارة الأمريكية، وجعلها تسعى لكي تعيد الإخوان الى السلطة في مصر لكن بطريقة خبيثة لكي لا تخسر علاقاتها الإستراتيجية بالدولة المصرية الهامة والرائدة في المنطقة.

أما فيما يتعلق بعلاقة الإخوان بتنظيم داعش، فيقول اليرت أن هذا ما يفهمه المصريين ولا يستطيع أوباما فهمه حتى الآن، وهو بالضبط ما أوضحه الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف حينما قال أنه في حين أن داعش تعلن عدائها تجاه الإخوان، إلا أنهما يشتركان في نفس الأهداف المتطابقة، فكلاهما يشن الحرب ضد أوطانهم ويقوم بالتخريب والدمار والقتل بالنيابة عن أعداء الدولة الذين يمولونهم، وتشمل أوجه الشبه الأخرى استغلال النساء واستخدام “الكذب والخداع باسم الدين”، وكلاهما قادة “الجهل والكذب” ويستخدمون الدين للعب بالعقول، كما أن “القواسم المشتركة الرئيسية بين المجموعتين هو أعمالهم الإرهابية”.
ويشير اليرت الى قيام الرئيس السيسي، الذي تعهد بدعم إدارة أوباما في حربها ضد داعش، بحث أوباما على التعرف على الصورة الكاملة للتطرف الإسلامي الذي يمتد خارج حدود العراق وسوريا، وأشار السيسي إلى التهديدات الإرهابية في ليبيا والسودان واليمن وشبه جزيرة سيناء كأمثلة على الخطر الذي يشكله داعش.
ويعترف اليرت بصحة وجهة نظر السيسي وتوقعاته، فيقول: للأسف، ثبت أن علم السيسي كان هو الصحيح، فقد تم قطع رؤوس 21 من المسيحيين المصريين من قبل داعش في ليبيا، حيث أنشأ التنظيم وجودا آخر له، وقد قدم أوباما هذه الفرصة لداعش بفضل عزم إدارة أوباما الاطاحة بمعمر القذافي، ثم رفضها مساعدة الحكومة الليبية الجديدة المدعومة من الولايات المتحدة في تدريب الشرطة والجيش، والنتيجة هي أن ليبيا أصبحت تغرق في فوضى كاملة، وعلاوة على ذلك، فقد إتبع أوباما صغائر الأمور السياسية مما أوصل الأمور إلى مستوى متدني جديد، حيث رفض أوباما مساعدة كل من مصر والأردن بإعطائهم معلومات عن داعش في ليبيا وسوريا، على الرغم من قطع رؤوس المسيحيين المصريين وحرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة.
وبرغم إعلان مصر أن جماعة الإخوان هي منظمة إرهابية، وبرغم صدور أحكام قضائية بحل جميع المؤسسات والمنظمات والجمعيات الخيرية التابعة لها، إلا أننا نجد أوباما يستضيف يوم 4 فبراير اجتماعا في البيت الابيض مع 14 من قادة الإخوان، بما في ذلك “أزهر عزيز”، رئيس الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية (ISNA)، وهدى الششتاوي من مجلس الشؤون العامة للمسلمين(MPAC)… وقد تأسست المجموعتين من قبل جماعة الإخوان المسلمين.
والواقع أن واحدة من أفكار إدارة أوباما الفاشلة لمنع تجنيد الإرهابيين والتطرف؟ هي ما قالته المتحدثة باسم وزارة الخارجية “ماري هارف”، والتي أعلنت أننا بحاجة على المدى المتوسط ​​والطويل، لمعرفة الأسباب الجذرية التي تؤدي الى انضمام الناس لهذه الجماعات، بما في ذلك عدم وجود فرص للعمل.
ويسخر اليرت من هذا الطرح بقوله: عدم وجود وظائف؟ لقد ذهب واحد وعشرين من المسيحيين المصريين إلى ليبيا بحثا عن فرص عمل، فقامت داعش بقطع رؤوسهم.

Leave a comment