علي الشرنوبي: الإخوان يستعينون بمنظمة “إيباك” اليهودية لمساعدتهم على العودة لحكم مصر

imagesيبدو أن جماعة الإخوان المسلمين بدأت تشعر بقوة حالة الغضب التي يشعر بها المصريون تجاههم، وأنها أعلى بكثير مما يستطيعون الوقوف أمامه وتحمله، لهذا بدأت الجماعة تبحث في دفاترها القديمة كالتاجر المفلس، خاصة بعد أن فشلوا في وعودهم لأتباعهم بعودة مرسي وإستعادة حكم مصر، وفي لهاثهم للتعاون مع أي جهات أجنبية وخاصة في الولايات المتحدة لتقوية وتدعيم موقفهم بعد الضربات الأمنية المتلاحقة التي طالت قادة الجماعة، كشفت الصحف عن فضيحة جديدة للإخوان وعن تعاونهم مع أعضاء منظمة “إيباك” الأمريكية اليهودية والتى تعد واحدة من أكبر المنظمات الداعمة للكيان الصهيونى، والمدافع الأول عن عمليات القتل والتهجير وإغتصاب الأراضي العربية التي تجري في فلسطين المحتلة.

وأكدت الصحف الأمريكية على أن التنظيم الدولي للإخوان، بدأ تحركات مكثفة على الصعيد الدولي وبصفة خاصة الإدارة الأمريكية، من خلال جون كيري وزير الخارجية لحث الإدارة على تقديم الوعود بعدم التخلي عنهم، والضغط على الجيش المصري، وأشار المركز الى وجود وفود من التنظيم الدولي للإخوان في أمريكا، وأن بعضهم التقى بأعضاء من منظمة “إيباك” اليهودية ذراع اللوبي الإسرائيلي داخل الإدارة الأمريكية، كما يجري التنظيم اتصالات مع دول الاتحاد الأوربي للضغط على مصر على أمل تخفيف إحتقان وغضب اتباعهم بعد أن تبين لهم أن كل وعود قادة الجماعة ذهبت ادراج الرياح.

كما كشف ميخائيل لورد عضو أمانة منظمة ايباك اليهودية للتلفزيون الإسرائيلي، أن علاقة الإخوان بالمنظمة اليهودية هي علاقة قديمة منذ أن ترشح الرئيس المعزول محمد مرسي للحكم في مصر، وأن الجائزة التي قدمها مرسي للمنظمة ولليهود على دعمهم له ووقوفهم بجانبه بالضغط على إدارة اوباما لقبول فوز مرسي والإخوان، كانت عبارة عن اعتذار كتابي لليهود على ما بدر منه من ألفاظ وأوصاف جارحة وصف فيها اليهود بالقردة والخنازير، وعبر ميخائيل عن اعتقاده بأن إقدام مرسي على الاعتذار لليهود، وكذلك على عودة الجماعة لإنعاش علاقتهم بالمنظمة اليهودية، يعود لتأكده من أن منظمة ايباك اليهودية قوية للغاية ولها تأثير واضح في السياسات التي تنتهجها الإدارة الأمريكية، وأن الجماعة بأمس الحاجة حاليا لوقوف الإدارة الأمريكية معهم، في ظل الأزمة التي تمر بها جماعة الإخوان المسلمين في مصر.

ويجدر القول أنه عند بداية تولى مرسي لرئاسة مصر، رحب اللوبي الإسرائيلي في أمريكا متمثلا في منظمة إيباك بصعود الإخوان إلى منصب الرئاسة، ونظم ناشطون في “الإيباك” حملة لدفع أعضاء الكونجرس والإدارة الأمريكية لقبول تولي مرسي للرئاسة، ووجوب التخلي عن مخاوفهم من جماعة الإخوان.

وخلال حكم الإخوان لمصر حاول بعض قيادات الجماعة خاصة المتواجدين منهم في المجلس القومي لحقوق الإنسان مثل محمد البلتاجى ومحمد طوسون المحامى القياديان بجماعة الإخوان المسلمين، والدكتور أسامة رشدى القيادى بحزب البناء والتنمية، طلب رسميا مقابلة أعضاء منظمة “إيباك” التى تعد واحدة من أكبر المنظمات اليهودية الأمريكية الداعمة للكيان الصهيونى.

وقد تم ذلك من خلال وزارة الخارجية المصرية في إبريل 2013 بهدف مناقشة الوضع الإقليمى فى إيران وسوريا والعلاقات مع إسرائيل وعملية السلام والحديث حول أوضاع المرأة والأقليات فى مصر.

كما كشف مركز المزماة للدراسات والبحوث عن وثيقة هامة، تكشف بوضوح العلاقة بين الجماعة من ناحية وإسرائيل واللوبي اليهودي ومنظمة إيباك في الولايات المتحدة الأمريكية من ناحية أخرى، والوثيقة تكشف قيام وفد من اللجنة اليهودية الأمريكية برئاسة “الآن ريس” رئيس لجنة العلاقات الدولية وعضو اللجنة التنفيذية بمجلس محافظي الـaJc بزيارة مصر في إبريل 2013، ومقابلة الدكتور عبدالله الأشعل، المحسوب على الإخوان وأمين عام المجلس القومي لحقوق الإنسان في مقر المجلس يوم 3 إبريل الماضي بحضور 10 أعضاء آخرين.

والغريب في الأمر أن هذه الزيارة جاءت تنفيذاً لما طرحه العريان الإخواني لحصول يهود مصر على أموالهم والحصول على تعويضات، بل الأكثر من ذلك أنه خلال اللقاء وطبقاً للوثيقة وأهداف هذه اللجنة، جرى بحث دعوة مصر لسن قوانين وتشريعات للنهوض بأمن إسرائيل ورفاه اليهود.

وقد تكتمت جماعة الإخوان وأعضائها بالمجلس القومي لحقوق الإنسان على تلك الزيارة المشبوهة، ووثيقة العار ضد تلك الجماعة خشية غضب النشطاء المصريين لأنها تمثل وثيقة عار تلاحق جماعة الإخوان.

ومنظمة “إيباك” هي إختصار لـ”لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية”  American Israel Public Affairs Committee.. وهي أقوى جمعيات الضغط الأمريكي، وهدفها تحقيق الدعم الأمريكي لإسرائيل وتحظى بشعبية ودعم كبير بين أعضاء الكونجرس وتمارس تأثيرا هائلا عليهم وعلى الإدارة الأمريكية بإختلاف رؤسائها.

وتعد “آيباك” منذ تأسيسها في 1951، من أهم وأقوى الجماعات نفوذا فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط، وهذا النفوذ ليس مقتصرا على واشنطن فقط، بل تمارسه المنظمة فى مختلف أنحاء الولايات المتحدة، وتحرص على ضمان تبنى الإدارات الأمريكية، سواء كانت ديمقراطية أو جمهورية وجهة النظر الإسرائيلية فى التعامل مع قضايا الشرق الأوسط.

وخلال حكم مبارك، حرصت آيباك على استمرار العلاقات العسكرية بين القاهرة وواشنطن لما له من تأثير ايجابى على علاقات القاهرة بتل أبيب، ووصل الأمر بالمنظمة الى أن تستثمر نفوذها داخل الكونجرس لمنع إيقاف المساعدات العسكرية لمصر بسبب ممارسة نظام مبارك لقمع الحريات وتزوير الانتخابات وسجن المعارضين.

وترأس إيباك المنظمات اليهودية والصهيونية التي تتحكم في رسم السياسات الأمريكية، وتعمل بتخطيط وتوجيه من الجماعات اليهودية واللوبي الصهيوني في أمريكا بالتنسيق مع إسرائيل؛ ويطلق مصطلح “اللوبي” على مجموعات معينة تعمل بشكل منظم لممارسة الضغط على مراكز صنع القرار لتوجيهها في الاتجاه الذي يخدم أهداف معينة، ويشمل اللوبي الصهيوني في أمريكا اليهود والصهاينة وأنصارهم الذين يسعون بكل السبل لإجبار صانع القرار الأمريكي على اتخاذ قرارات مؤيدة للكيان الصهيوني ولصالح اليهود، وتضم منظمة “إيباك” مؤسسات وشركات وأفراد وصناديق أموال علنية وسرية ومراكز دراسات متخصصة وشبكة واسعة من المنظمات السرية والعلنية التي تعمل جميعا من اجل تحقيق أهداف اليهود والصهاينة، مثل الحفاظ على وحدة “الشعب اليهودي” عبر تجميعه في “إسرائيل” عن طريق الهجرة والمحافظة على هويته وحماية حقوق اليهود في كل مكان والدفاع عن الكيان الصهيوني، وتوفير مستلزمات أمنه واستمرار وجوده عبر تحضير وتهيئة الأجيال الجديدة لقيادة الكيان الصهيوني.

ويتطلب تحقيق ذلك أن تقوم المنظمة بالعمل مع المؤسسات الأمريكية وبخاصة الكونجرس لكسب اكبر عدد من أعضائه لدعم مخططات الصهيونية العالمية، وتقف منظمة “ايباك” بشكل خاص وراء السياسات والحروب الأمريكية ضد العرب، ومنها الحرب ضد العراق في 2003 حيث كانت المنظمة هي المحرض الأقوى والأكبر داخل أمريكا على احتلال العراق، وساندها في ذلك المحافظين الجدد أو الصقور في الإدارة وقتها برئاسة بوش الأبن، والذين يربطهم صلات وثيقة بحزب الليكود الإسرائيلي الذي يتزعمه بنيامين نتنياهو، كما تشكل هذه المنظمة المحرض الرئيسي ضد امتلاك إيران للطاقة النووية لأن هذا الأمر يشكل خطورة كبرى على امن إسرائيل.

كما كان للـ”إيباك” دور أساسي في انتشار القواعد البرية والبوارج البحرية في الشرق الأوسط للحفاظ على مصالح الولايات المتحدة الاقتصادية والعسكرية والسياسية وتوفير الأمن والدعم لإسرائيل، مما يدل على أن الـ”ايباك” تلعب دورا أساسيا في تحديد السياسة الأمريكية الخارجية لخدمة مصالح إسرائيل عن طريق دفع الإدارات الأمريكية لاتخاذ مواقف وقرارات تخدم هذه المصالح.

وتدفع منظمة “الايباك” وبكل قوة إدارة اوباما لاتخاذ سياسات معادية للنظام السوري برئاسة بشار الأسد، لأنها ترى فيه خطرا على إسرائيل بسبب مواقفه في دعم المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق، ورفضه تمرير مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي يخدم مصالح إسرائيل وأمريكا التي تهدف الى تجزئة الوطن العربي وتفتيته لإضعاف الدول القوية فيه، مما يسهل تنفيذ الأطماع الصهيونية في الثروات العربية خاصة النفط، ولنا في دعم إدارة اوباما للإخوان المسلمين في حكمهم لمصر دليل واضح على إختراق منظمة الـ”إيباك” لتنظيم الإخوان الدولي وتسخيرة لتنفيذ مخططات وأهداف إسرائيل والصهيونية العالمية، كما أن لنا في طلب الرئيس مرسي وجماعته الإلتقاء بأعضاء الإيباك واللوبي الصهيوني مؤخرا خير دليل على تورط الجماعة في أداء دور مشبوه مقابل ضمان أن يسمح لهم الصهايبنة وأمريكا من ورائهم بالإستمرار في السلطة على حساب الشعوب والقضايا العربية التي دفع فيها العرب والمسلمين ثمنا غاليا من دمائهم وأموالهم عبر عقود طويلة.

Leave a comment