علي الشرنوبي يكتب: إنتقال عدوى الحرب على الإسلام من باريس للأمريكان!

  • قراصنة إنترنت مسلمين يتسببون في إنهيار مصنع للحديد والصلب في المانيا وهدم أدوات بملايين الدولارات، و إختراق 19 الف موقع فرنسي لصحف ومؤسسات.
  • سراج وهاج: لوكان المسلمين أذكياء لكانوا إستولوا على الحكم في أمريكا وإستبدلوها بدولة الخلافة وحكم الشريعة الإسلامية!.
  • تساؤلات عما إذا كان المسلمين يمثلون مواطنين أمريكيين صالحين.. والإجابات كلها جاءت بـ”لا” لأسباب مختلفة.
  • 6 دول أوروبية تحظر الإعلان عن الطعام الـ”حلال” وثلاثة بلدان تحظر الحجاب وفي سويسرا المسلمين لا يمكنهم بناء مئذنة للمساجد.
  • زعيم “بوكوحرام” يستمتع بقتل الآخرين كما يستمتع بذبح الدجاج والماعز، وأحد شيوخ السعودية يدعى إن “ميكي ماوس” يجب أن يموت وأنه أحد جنود الشيطان وكل ما يمسه يصبح نجسا!.
  • داعش تطرح دليل للأمهات حول “كيفية تربية الطفل الجهادي”.

 علي الشرنوبي

يبدو أن آثار وتبعات الزلزال الإرهابي الذي ضرب باريس مؤخرا ستستمر لبعض الوقت، كما يبدو أن ردود الفعل على ذلك الحادث لن تقتصر على فرنسا أو بلجيكا أو المانيا أو حتى أوروبا كلها فقط، بل إمتدت تلك الآثار وردود الفعل الى القارة الأمريكية بأكملها، ومن الواضح أن تلك الردود تنحصر في شكل الهجوم على الإسلام والمسلمين وعودة الروح العدائية الى قلوب الأمريكيين بعد أن كادوا يتخلصون منها بعد سنوات من هجمات 11 سبتمبر، إلا أن الكثيرين ممن يعادون الإسلام ويتحينون الفرص لصب جآم غضبهم على الدين وأصحابه وجدوا في أحداث باريس الأخيرة فرصة سانحة لإخراج ما في نفوسهم وقلوبهم وإشعال العداء والعنصرية في قلوب الأمريكيين بحجة الخوف على حرية التعبير وحق إنتقاد الآخرين كحق أصيل في الدستور الأمريكي الذي يحكم بلد الحريات.

ويبدو أن المرحلة القادمة ستشهد حربا على الإسلام والمسلمين على عدة جبهات، منها العسكري كما يحدث في سوريا، ومنها أيضا الحرب المعلوماتية والتكنولوجية والتي إجتمع بشأنها الرئيس أوباما مع رئيس الوزراء البريطاني لبحث كيفية التصدي للمواقع والصفحات التي تدعو الى تبني الفكر الجهادي والتحريض على الغرب ومؤسساته، وتصدي أجهزة المخابرات في البلدين لهجمات الإختراق المدمرة على البنوك ومحطات الطاقة النووية أو حتى أنظمة النقل، والتي أحد طرفاها من العرب والمسلمين والتابعين للمنظمات الجهادية أو المتطرفة، ولكي يستثمر البلدين العلاقة الخاصة بينهما في وقف والتصدي لجميع أشكال التهديدات الحادثة على الإنترنت، خاصة تلك المتعلقة بالهجوم على بنوك انجلترا ووول ستريت، فيما يبدو أن الحرب الرقمية والتجسس على “الأعداء” أصبح هو الأداة المفضلة للإرهابيين والمتسللين الجشعين، أو حتى الدول العازمة على سرقة أسرار أعدائهم وإختراق حصونهم المعلوماتية.
وقد صرح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن الشركات البريطانية واقعة حاليا تحت تهديد شديد، وحذر في تقرير خاص أن 80٪ من أكبر شركات المملكة المتحدة يعانون من هجمات الكترونية ومحاولات تجسس وإختراق في العام الماضي، وحاليا أصبحت هجمات قراصنة الإنترنت أكثر جرأة من أي وقت مضى، مع القدرة ليس فقط على تحطيم أنظمة الكمبيوتر، ولكن تدمير حقيقية في العالم الحقيقي، مثل تحطيم معدات وماكينات واحد من أكبر مصانع الحديد والصلب الألمانية وتدمير الفرن والمعدات التي تقدر بمئات الملايين مؤخرا، كما شهد العالم هجمات “سوني” التي تمت على يد كوريا الشمالية وكذلك الهجوم على مواقع البنتاجون وغيره من المؤسسات الأمريكية، بما يحتوي على معلومات حساسة، وبالمثل أعلنت فرنسا أنها تتعرض لهجوم الكتروني شديد يوميا بعد أحداث شارلي إيبدو، مما أدى الى إختراق نحو 19 الف موقع فرنسي لصحف ومؤسسات رسمية وغيرها.

لكن بعيدا عن الحرب الإلكترونية التي تتشكل في الأفق، فعلى أرض الواقع تتشكل حرب أخرى حقيقية في الولايات المتحدة على العرب والمسلمين، ففي يوم السبت الماضي، وأثناء إنعقاد مؤتمر لناشطين مسلمين في ولاية تكساس بإسم “الإسلاموفوبيا والدفاع عن الرسول”، تجمع المئات من الناشطين المعادين للإسلام والمسلمين خارج مقر إنعقاد المؤتمر، للتنديد بالإسلام والشريعة الإسلامية وإعتبارها الدافع وراء الأحداث الأخيرة بباريس، وللتشديد على أهمية حرية الفكر والتعبير، ويقول المعارضون للمؤتمر أن عقد مؤتمر يدعو لإحترام الرسول والدفاع عنه ومعاملته بما يستحق من الشرف والاحترام، إنما هو أمر مماثل للدافع وراء القتلة الجهاديين المنفذين لمذبحة تشارلي ابدو، والذين أخذ أحدهم يصيح بعد أن قتل 12 شخصا: “لقد انتقمنا للنبي محمد”.

ومما زاد من سخونة الأحداث ما صرح به المدعو “سراج وهاج”، وهو المتهم بالتآمر في تفجير مركز التجارة العالمي عام 1993 وصديق مقرب من العقل المدبر لهذه العملية “الشيخ الضرير” عمر عبد الرحمن، حيث قال وهاج في عام 1992:” لوكان المسلمين أذكياء سياسيا، لكانوا إستولوا على الحكم في الولايات المتحدة وحلوا محل الحكومة الدستورية وإستبدلوها بدولة الخلافة وحكم الشريعة الإسلامية!.

وعلى الجانب الآخر، أعلنت باميلا جيلر رئيسة مبادرة الدفاع عن الحرية الأميركية (AFDI) أن عقد مؤتمر حول “الإسلاموفوبيا” يسعى لخنق المعارضة للارهاب والجهاد ولتقييد حرية التعبير، والعمل على تعزيز الشريعة الإسلامية التي أدت لمذبحة تشارلي ابدو، مضيفة أن المؤتمر يدعو الجماعات الإسلامية للتشهير وتلطيخ كل من يعارض الجهاد، فهم يقولون انهم يريدون الدفاع عن محمد، وهو ما يعني إسكات من يعارضون قتل 12 شخصا في باريس، وعشرات الآلاف في العالم منذ 9/11. فكما أن أتباع محمد يقتلون الناس أكثر وأكثر، فنحن بحاجة لنقدهم أكثر من أي وقت مضى، والشعوب الحرة تحتاج للوقوف ضد هذه المحاولات المخادعة لخنق كل انتقاد للإسلام، بما في ذلك كيفية استخدام الجهاديين للنصوص والتعاليم لتبرير كراهية المسلمين لليهود والعنف والقمع.
وفي نفس الوقت إنتشرت التساؤلات على صفحات التواصل الإجتماعي يمكن للمسلمين أن يكونوا مواطنين أميركيين صالحين؟، وقد جاء عدد من الإجابات الصادمة منهم شخص يعمل في المملكة العربية السعودية لمدة 20 عاما، حيث كان رده: لا. لأن ولاءهم هو لله فقط، فيما قال آخر أنه غير ممكن لأنهم لا يمكنهم قبول أي دين آخر إلا الإسلام؛ ولأن ولاءهم فقط لخمسة أركان الإسلام والقرآن، فيما قال أحدهم: لا. لأن ولاءهم هو مكة المكرمة، التي يتحولون اليها في الصلاة خمس مرات في اليوم، وجاء رد آخر بلا. لأن ولائهم للإسلام يحظر عليهم تكوين صداقات مع المسيحيين أو اليهود!؛ فيما قال آخر: لا. لأن ولائهم يجب أن يقدم إلى الملالي (القادة الروحيين)، الذين يعلمونهم إبادة إسرائيل وتدمير أمريكا الشيطان الأكبر، بينما أجاب واحد: لا. لأنهم يهدفون إلى الزواج من أربع نساء وويمكن لأحدهم ضرب زوجته عند عصيانها له؛ وقال آخر: لا. لأنه لا يمكنهم تقبل الدستور الأميركي لأنه يقوم على مبادئ الكتاب المقدس وهم يعتقدون ان الكتاب المقدس فاسد ومحرف، وآخيرا قال أحدهم: لا. لأن الإسلام ومحمد والقرآن لا يسمحون بحرية الدين والتعبير، فالديمقراطية والإسلام لا يمكن أن يتعايشان، وكل حكومة إسلامية هي إما ديكتاتورية أو استبدادية.
فيما أثار ما حدث مؤخرا من السماح للمسلمين في إحدى مدارس ولاية ميتشجان بالصلاة أثناء اليوم الدراسي، عاصفة من الإنتقادات والإعتراضات على القرار، منددين بما أسموه بالتفرقة بين المسلمين والمسيحيين واليهود في المدارس، فيما أرجع الكثيرون القرار لحالة الخوف التي يشعر بها القائمين على التعليم بالولاية، وهو الخوف من تنفيذ عمليات عنف وإنتقام من جانب المسلمين إذا ما تم رفض طلبهم بتخصيص مكان ووقت للصلاة في المدرسة، وكان مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية بولاية ميشيغان قد توصل إلى تسوية مع مجلس إدارة المدرسة في ديربورن، وهي ضاحية من ضواحي ديترويت، بأن تعطي أطفال المسلمين ما يسمى “مهلة إقامة الصلاة في المدارس العامة”، وذلك لتفادي الغياب بدون عذر للطلاب المسلمين الذين يغادرون مبكرا يوم الجمعة لأداء صلاة الجمعة إسبوعيا.

ويسوق منظمي المؤتمر المسلمين عددا من الأسباب التي دعتهم لعقده في هذا التوقيت الحساس وحالة اللغط التي أثارها المؤتمر في المجتمع الأمريكي، فيقول منظميه أنك إذا كنت تشعر بالاحباط لمعاداة الإسلام وتشويه صورة وسمعة النبي (ص)؛ وإذا كنت تشعر بالغضب من فرق المتطرفين مثل “داعش” الذي يعطي سمعة سيئة للإسلام، ولو كنت تتذكر الرسوم الدنماركية لتشويه سمعة النبي أو الفيلم المعادي للإسلام “براءة المسلمين”؛ فيجب أن تعلم أن هذه الهجمات ليست من قبيل الصدفة.
فرغم أن النبي محمد يلهم أتباعه بالحب ويزرع الإخلاص في قلوب المسلمين، لكن للأسف، فإن أعداء الإسلام حولوه إلى رمز للكراهية، وقد استثمرت جماعات الكراهية في الولايات المتحدة أكثر من160 مليون دولار لمهاجمة نبينا والإسلام، ألم يحن الوقت لأن نستثمر نحن أموالنا في الدفاع عن ديننا؟ وإلا فإن جماعات مثل داعش وبوكو حرام سوف تستمر فقط في إشعال ودفع وسائل الإعلام لتجريم المسلمين.
فبعد هجمات 9/11، كان لدى 27% فقط من الاميركيين رأي سلبي في الإسلام، لكن اليوم، هذا العدد يقترب من 60%، والإسلاموفوبيا باتت تحول جيراننا ضدنا، ونتيجة لتشكيك الشباب المسلم في دينهم، فإن 47%من المسلمين في مرحلة الجامعة يتجهون في نهاية المطاف الى شرب الكحوليات.
وفي حين أن الولايات المتحدة هي القائد والدافع للشعور بالكراهية حول العالم، فإن الخوف من الإسلام يسبب المشاكل في جميع أنحاء العالم، واليوم، يوجد ست دول أوروبية هي: الدنمارك وبولندا وأيسلندا والنرويج والسويد وسويسرا، وضعت حظرا على الإعلان عن الطعام الـ”حلال”؛ فيما فرضت ثلاثة بلدان، بما في ذلك فرنسا، حظر على إرتداء الحجاب، وفي سويسرا، المسلمين لا يمكنهم بناء مئذنة للمساجد.
وفي الوقت نفسه نجد أنه في بورما وجمهورية أفريقيا الوسطى، فإن الأقليات المسلمة تواجه الإبادة الجماعية اليومية في حين يجري تسميتهم بالإرهابيين والأجانب، وهم متهمين بمحاولة فرض الشريعة الإسلامية على الآخرين؛ وقد اخترعت كل هذه الاتهامات من قبل أعداء الإسلام في أمريكا.
وبينما نحتفل بميلاد النبي في منطقتنا الآن، فنحن نلزم أنفسنا بالوقوف مع النبي لتصحيح صورته، وتركز الرؤية السليمة على بناء مركز الاتصالات الاستراتيجية التي من شأنها قيادة الجهود ضد كراهية الإسلام، عن طريق الحفاظ على جيراننا كأصدقاء وعلى الشبان المسلمين كمسلمين أقوياء ومواطنين أصحاء، فإن كنت ترغب بذلك، انضم إلينا!.

ورغم تلك المحاولات لتحسين صورة الإسلام ورسوله، إلا أنه وبالفعل هناك العديد من التصريحات والأفعال الآتية من “الرموز الإسلامية”، والتي تقوم بتقويض وهدم جميع المحاولات للدفاع عن الإسلام ورسوله، من لك تصريح زعيم حركة “بوكوحرام” أبو بكر شيكاو” بأنه يستمتع بقتل الآخرين تماما كما يستمتع بذبح الدجاج والماعز.
كما نجد تصريحا آخر لأحد شيوخ السعودية ويدعى “محمد منجد” معلنا أنه ووفقا للشريعة الإسلامية فإن الفأر الكرتوني الشهير “ميكي ماوس” يجب أن يموت، وأنه أحد جنود الشيطان وأن كل ما يمسه يصبح نجسا!.
ويخرج نفس الشخص بفتوى أخرى ليقوم بتحريم عمل “رجل من الثلوج” مرجعا فتواه للشريعة الإسلامية التي تحرم صنع التماثيل للبشر أو الحيوانات أو أي شيء أخر!.

وبالطبع لا يوجد حاليا أفضل من تنظيم الدولة الإسلامية لإعطاء صورة سلبية وخاطئة عن الإسلام، فمؤخرا نجد وسائل الإعلام التابعة للتنظيم قامت بالافراج عن شريط فيديو يظهر إعتراف رجلين بأنهم عملاء للمخابرات الروسية، فيما يظهر في الفيديو صبي يبدو أنه يبلغ من العمر 10 سنوات وهو يقوم باطلاق النار على الرجلين، ووفقا للتقارير، فقد ظهر نفس الطفل في أشرطة الفيديو الصادرة في الماضي، وقد تم نشر الفيديو بعد يوم من نشر فيديو آخر يظهر صبي يبلغ من العمر 14 عاما يقوم بتنفيذ هجوم انتحاري في محافظة صلاح الدين ضد بعض الشيعة الموالين لإيران، فيما أفرجت الجماعة الإرهابية عن دليل للأمهات في منتصف ديسمبر الماضي حول “كيفية تربية الطفل الجهادي”.
ففي دليل بعنوان “دور الأخت في الجهاد”، يوصي بزيارة الأطفال للمواقع الجهادية، وقراءة قصص الجهاد في وقت النوم، وتشجيع الألعاب الرياضية مثل الرمي بالسهام، ويقول الفيديو أن تلقين الأطفال قيم الجماعة المسلحة هو أهم طريقة يمكن للمرأة أن تساهم بها، فيقول الدليل، يجب حث الأمهات على عدم الانتظار حتى يبلغ الأطفال سبعة أعوام لبدء الجهاد، فقد يكون فات الأوان آنذاك (!).

One thought on “علي الشرنوبي يكتب: إنتقال عدوى الحرب على الإسلام من باريس للأمريكان!

Leave a comment