علي الشرنوبي يكشف: مفاجأة.. البرادعي يعقد صفقة مع اللوبي الصهيوني ليصبح رئيسا لمصر

1قام نائب الرئيس المصري السابق محمد البرادعي من خطوات سرية واتصالات خفيه بكل من الإدارة الأمريكية وجماعات الضغط اليهودية او اللوبي الصهيوني الأمريكي بعد ساعات من قيام الشعب المصري بثورته الثانية في 30 يونيو الماضي.

وقد كشف الكاتب الأمريكي فرانكلين لامب أن مصادر مطلعة في واشنطن وفي الكونجرس ممن لوظائفهم علاقة مباشرة بالأحداث السياسية في مصر، قد صرحوا بإنه وبمجرد أن أصبح من الواضح أن هناك نوايا قوية ومبيته من قبل المجلس الأعلى المصري للقوات المسلحة لخلع الرئيس السابق محمد مرسي، سارع د. محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، بالاتصال بالمسئولين في الإدارة الأمريكية في واشنطن وإرسال بعض مندوبين أو مبعوثين له الى هناك، وكذلك الإتصال بمكتب المحاماة والإستشارات القانونية الأمريكي واسمه “باتون بوجز” وذلك في يوم الثلاثاء 2 يوليو بعد يومين فقط من خروج ملايين المصريين في الشوارع يوم 30 يونيه للمطالبة بعزل مرسي والإطاحة بتنظيم وجماعة الإخوان المسلمين من حكم مصر وقبل يوم واحد من قيام الجيش المصري بعزل مرسي ووضعه في مكان آمن غير معلوم.

وفي يوم الأربعاء 3 يوليو التالي مباشرة – وهو نفس يوم الإطاحة بمرسي، قام البرادعي بالاتصال بمجموعة من كبرى رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية وعددهم 52 منظمة تمثل أكبر تجمع للجماعات اليهودية الأمريكية.

وسبب ذلك أنه عندما وجد البرادعي نفسه يقترب من حلمه بالوصول الى سدة الحكم في مصر وراودته أحلامه بأن يصبح هو نفسه خليفة لمحمد مرسي وأنه ربما يكون الاوفر حظا في تلك اللحظة من بين الطامعين والطامحين الآخرين في عرش مصر، سارع البرادعي لإعادة وإنشاء وتعميق صلاته وعلاقاته ببعض الحلفاء الرئيسيين له في القاهرة وواشنطن ليعوض ما حدث عندما تخلى عن دخوله سباق الإنتخابات الرئاسية في شهر يناير من عام 2012 عندما علم بأنه سيكون خاسرا لا محالة وفضل الإنسحاب محتفظا بمظهرة والفكرة المثالية التي كونها عنه العديد من دراويشه واتباعه ومعجبية.

ومكتب “باتون بوجز” للإستشارات القانونية والذي يقع في شارع “K ” في واشنطن العاصمة، ويعمل بهذا المكتب 550 من المحامين، ولهذا المكتب علاقات قوية وصلات عمل وتوكيلات في القضايا عن نحو 120 جماعة جماعات الضغط اليهودية والصهيونية في الولايات المتحدة وهو مكتب المحاماة الأقرب إلى دوائر صنع القرار في البيت الأبيض ، وهو أيضا المكتب الأقدر على أن يقوم بتأمين وتنفيذ ما يريده عملاؤه حوالي 5000 شخص من صانعي القرار الرئيسيين في مبنى الكونجرس ومجلس الشيوخ الأمريكي وذلك لعلاقاته النافذة والقوية بكل هؤلاء والنفوذ الواسع الذي يتمتع به هذا المكتب في العاصمة الأمريكية، كما يقف وراء هذا المكتب ويدعمه ما يقرب من 11،800 جماعة من جماعات الضغط الأخرى اليهودية والصهيونية واليمينية من الجماعات المسجلة اتحاديا في واشنطن على إمتداد الولايات المتحدة. وهذه الجماعات جميعها تدعم مكتب “باتون بوجز” وتقف من وراؤه بسبب طلبهم للإستفادة من النفوذ السياسي الهائل لهذا المكتب في لعبة أشبه بتبادل المصالح بين جميع الأطراف.

وهذا العميل جديد لمكتب “باتون بوجز” محمد البرادعي كان يريد من خلال اتصاله بمكتب المحاماة هذا في واشنطن أن تقوم وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون والبيت الأبيض بالضغط على المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر والذي أطاح بمرسي أن يقوم بعمل ما يلزم من ترتيبات لتعيين محمد البرادعي نفسه في منصب الرئيس المؤقت لمصر بدلا من المستشار عدلي منصور وذلك إلى حين إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية والتنفيذ الكامل لخارطة الطريق التي أعلن عنها المجلس العسكري.

ويقول التقرير أن ممثلو البرادعي ومبعوثيه الى البيت الأبيض قاموا بتقديم عرض مغري من وجهة نظرهم للإدارة الأمريكية وللبنتاجون (إلا أنه من وجهة نظر المصريين جميعا يعتبر خيانة عظمى).. هذا العرض يتمثل في أنه في مقابل الحصول على مساعدة ودعم أوباما السري للبرادعي في تعيينة كرئيس مؤقت لمصر، فسوف يقوم البرادعي في حالة توليه المنصب بالحفاظ التام على اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل بما في ذلك جميع بنودها وعناصرها، وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تقوم مصر تحت حكم البرادعي بتشديد موقفها من البرنامج النووي الايراني بما في ذلك تعديل بعض تصريحاته التي اطلقها علنا من قبل عام 2012 والخاصة بايران والتي انتقد فيها البيت الابيض واسرائيل بسبب أنهما “يتعاملان معاملة لينة وضعيفة مع الجمهورية الاسلامية الإيرانية”!.

كما وعد وكلاء البرادعي الإدارة الأمريكية بأن التعاون الأمني ​​بين مصر و إسرائيل سوف يصبح أعمق وأقوى من أي وقت مضى، وكذلك استعداد البرادعي لقبول ومناقشة ما تعرضه عليه – أو تأمره به – الإدارة الأمريكية في أوكازيون كامل للكرامة والمواقف والمباديء المصرية والبرادعاوية مقابل تأمين باراك أوباما لدعمه الشخصي للبرادعي خلال الانتخابات الرئاسية المصرية المقبلة والتي كان البرادعي ينوي خوضها كذلك لينتقل من رئيس مؤقت الى رئيس فعلي وأوحد لمصر.

والحقيقة أن إدارة أوباما انتابتها دهشة شديدة وتفاجأت بهذه التصرفات من بعض السياسيين المصريون والعرب والتي توضح أن ما يسمى بـ “الربيع العربي” لا يزال في مرحلة الطفولة وبعيدا تماما عن النضج السياسي، وبحسب المطلعين في الكونغرس، فإن الرئيس أوباما لديه شكوك كبيرة وكثيرة حول هذا الطلب الغريب من البرادعي، ومن المرجح أن تكون الأحداث السريعة والمتلاحقة التي حدثت في مصر قد ذكرته بما قاله من كلمات الثناء على مرسي عند زيارته للولايات المتحدة منذ عامين عندما قال “أنا أحب هذا الرجل وأعتقد أن هناك تشابه كبير بيننا”.

ويتضح ذلك الأمر فيما قاله أوباما عندما أطيح بمرسي، حيث رثاه أوباما بكلمات قال فيها: “إننا نشعر بقلق عميق إزاء قرار القوات المسلحة المصرية لعزل الرئيس مرسي وتعليق الدستور المصري، وأدعو الجيش المصري إلى التحرك بسرعة وبمسؤولية لإعادة السلطة الكاملة مرة أخرى إلى الحكومة المدنية المنتخبة ديمقراطيا في أقرب وقت ممكن من خلال عملية شاملة وشفافة، و إلى تجنب أي اعتقالات تعسفية للرئيس مرسي وأنصاره “!.

وفي الوقت نفسه، كان حديث وتصريحات المجلس العسكري – بناء على طلب من فريق البرادعي – يتسم بالهدوء والكلمات التي تعطي طمأنينة إزاء المخاوف التي أعرب عنها أوباما، وقبل فترة وجيزة من كلمات وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي التي القاها عند عزل مرسي، تلقت وزارة الخارجية الأمريكية نسخة من الخطاب مع إبراز ما جاء في الفقرة الأولى منه في محاولة لتهدئة مخاوف أوباما، تلك الفقرة التي جاء فيها: “إن القوات المسلحة لن تتدخل في السياسة أو الحكم و لن تتجاوز الدور المرسوم لها في الدول الديمقراطية، والذي يعبر فقط عن رغبة الشعب”… وقد بدت هذه الكلمات مطمئنة وجيدة في تلك الأوقات الضبابية التي كانت تمر بها مصر.

وقد صرحت تلك المصادر المطلعة في الكونجرس الأمريكي أن مكتب باتون بوجز للمحاماة الذي اشرنا اليه سابق وجه خطابه لإدارة أوباما قائلا أن الرئيس مرسي كان لديه فرصة لأكثر من عام لاظهار أي تقدم في حياة الشعب المصري، خاصة مع كل تلك الشرعية السياسية والمؤسسية المستمدة من فوزه في الانتخابات وتمتعه بتأييد شعبي قوي عندما تولى السلطة الكاملة من القوات المسلحة بعد عزل المشير طنطاوي والفريق عنان وإجراء تغييرات كبيرة في المجلس العسكري الذي كان يحكم مصر بعد تنحي مبارك، لكنه فشل بشدة في أن يقدم أي نجاح للمصريين، لذلك فهناك أمل كبير في الحكومة الجديدة – والتي نأمل أن تكون بقيادة محمد البرادعي – في أنها سوف تتصرف الآن بشكل أكثر كفاءة لنقل البلاد نحو مؤسسات الحكم ذات المصداقية والشرعية!.

وقد أوردت صحيفة نيويورك تايمز أنه رغم محاولات البرادعي في تصريحاته العلنية إقناع البيت الأبيض ما سماه ضرورة الاطاحة بالقوة الرئيس مرسي إلا أن ذلك الإقناع كان صعبا في وقته، وذلك على الرغم من محاولات البرادعي تقديم العديد من الحجج التي شملت بعض الوثائق التي تثبت أن مرسي قد فشل في انتقال البلاد إلى الديمقراطية الشاملة و اهدر المال العام دون الإلتزام بأي من تعهداته.

ووصف التقرير البرادعي بالطاغوت القادم اذا تولى رئاسة مصر لكن ذلك كان ومازال يرتبط بما يستطيع الإخوان القيام به وهو ما سيرجح أو يقلل من نجاح البرادعي في تحقيق طموحاته… وفي الوقت نفسه، قال التقرير أن الرئيس أوباما قد يساعد أيضا البرادعي في وصوله الى القصر الرئاسي في مصر، وذلك اذا ضمنت إدارة أوباما أن هذا النجاح في وصول البرادعي للرئاسة سيقابله فرح وقبول في تل أبيب، وسوف يتضح هذا مبكرا في أوساط جماعات الضغط الصهيونية واليهودية التي تقف وراء مكتب “باتون بوجز” للمحاماة الذي يتولى مسألة تلميع ودعم البرادعي في واشنطن، كما أنه من المؤكد أن تتم مناقشة هذه المسألة بعناية من قبل عدد كبيرا من أعضاء منظمة إيباك أقوى جماعات اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة.

نشر بجريدة الموجز الإسبوعية بتاريخ 30- 9- 2013

One thought on “علي الشرنوبي يكشف: مفاجأة.. البرادعي يعقد صفقة مع اللوبي الصهيوني ليصبح رئيسا لمصر

Leave a comment