علي الشرنوبي مع اللواء حمدي الشعراوي: الإخوان يخططون للوقيعة بين الجيش والشرطة

حوار حمدي الشعراوي مع الموجز 11-3-2013

اللواء حمدي الشعراوي يطلق رصاصة الرحمة على مرسي والإخوان

  • الإخوان لا يهمهم مصر في شيء ويعملون فقط من أجل التنظيم الدولي ودولة الخلافة التي تقوم على دويلات وبالتالي هم يريدون تفتيت مصر عن طريق إثارة النزعات الإستقلالية كما في بورسعيد او المحلة وغيرها.
  • تيار الإسلام السياسي الموجود الآن ينفذ المخططات الصهيونية الأمريكية، ولذلك أنا اطلق عليهم إسم “الصهيونية الإسلامية” ويهود إسرائيل والصهيونية العالمية هم أول من رفعوا شعار (الإسلام هو الحل)!.
  • “بيجن” قال في مذكراته أنهم كانوا يتصلون بالإخوان المسلمين لكي يثيروا القلاقل في مصر من أجل إضعاف عبد الناصر اثناء المفاوضات مع إسرائيل.
  • المشير طنطاوي فوت الفرصة لأنه كان يستطيع أن يأتي بمحمد مرسي كرئيس وزراء وساعتها كان مرسي سيحترق ولن يترشح للرئاسة.. وليته فعل !
  • المشير طنطاوي لم يكن له شعبية في الجيش وكان يفضل ان يكون مكروها لكي ينال رضاء مبارك.. ولهذا استمر 20 عاما كوزير دفاع… ومبارك كان يراه انه (YES MAN) او الرجل المطيع.
  • هناك من يقول أن درجة الرئيس مرسي في ترتيب التنظيم العالمي اقل من درجة رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية… فالإخوان وحماس تنظيم واحد ولهما وفكر وإتجاه وهدف واحد.
  • قلت لـ”أبو مرزوق” أني كنت معكم اثناء حرب غزة لكني لست معكم اليوم وأنتم تأخذون السلع المصرية المدعمة والمسروقات المصرية وتدخلون الينا السلاح وتتدخلون في السياسة الداخلية لمصر، فسكت ولم ينطق بشيء.
  • هناك الكثير من السلاح الذي يدخل مصر لحساب الإخوان لأنهم يريدون تكوين ميليشيات مسلحة ومدربة وعمل شرطة موازية وجيش موازي لأنهم لا يأمنون جانب الجيش المصري الآن.
  • قطر دولة عميلة تم زرعها في المنطقة لتنفيذ مخططات اسرائيل وأمريكا، والإخوان يتعاونون معها لأنهم متعاونون في الأصل مع الصهيونية العالمية وأمريكا، وكل من قطر والإخوان ينفذون نفس المخطط الصهيوأمريكي.

حوار: علي الشرنوبي

اللواء حمدي الشعراوي الخبير العسكري والإستراتيجي الذي خاض جميع حروب مصر منذ 56 حتى حرب 73 التي كان يقود فيها سلاح المدفعية بالقوات المسلحة في بورسعيد ثم استمر كرئيس أركان حرب في بورسعيد ومنطقة القناة في الثمانينات.. يفتح عقله وقلبه لـ “الموجز” معلقا على كثير من الأحداث التي تشغل الرأي العام المصري والعالمي.

  • في البداية كيف ترى ما يحدث في مصر الآن؟

ما يحدث الآن ينبيء أن مصر رايحة في داهية… مالم يستيقظ الشعب ويلتئم ويجتمع سويا ويقف وقفة رجل واحد فلن يمكن إصلاح الوضع المزري الذي وصلنا اليه… فالإخوان يعملون فقط من أجل التنظيم الدولي ودولة الخلافة ولا يهمهم مصر في شيء، ودولة الخلافة التي يريدونها تقوم على دويلات.. وبالتالي فهم يريدون تفتيت مصر عن طريق إثارة النزعات الإستقلالية كمن أصبح ينادي بإنفصال بورسعيد كدولة مستقلة او المحلة وغيرها، وهذه الدويلات تصب في النهاية في خدمة المشروع الصهيوني الأمريكي، والأمريكان تحدثوا بوضوح عن الفوضى الخلاقة وعن تفتيت جميع الدول العربية وأن مصر ستكون الجائزة النهائية، وبالتالي فهم أضاعوا العراق واليوم يضيعون سوريا وهم أقوى الجيوش في المنطقة بعد مصر، فأصبحت بدون جيش ولا حتى مقومات للدولة ومن يقوم بتخريب سوريا هم أيضا من الإسلاميين، كما تم تفكيك ليبيا والسودان من وراءنا، وبهذا فهم يقصون جميع أجنحتنا… فلا يتبقى أمامهم سوى مصر التي يعملون على تفكيكها الآن.

  • هل تقصد أنهم يستخدمون الإخوان المسلمين لتحقيق أهدافهم وإحتلال مصر بإسلوب ناعم بدلا من خوض الحرب وتفكيكنا بالقوة؟

الأمريكان وإسرائيل لا يريدون الدخول في حرب جديدة بالمنطقة… فلو قمت أنت بتنفيذ أغراضة وأهدافه دون حرب فهذا افضل لهم، وتيار الإسلامي السياسي الموجود الآن ينفذ المخططات الصهيونية الأمريكية، ولذلك أنا اطلق عليهم إسم “الصهيونية الإسلامية”… فكما أن الصهيونية المسيحية تتكون من المتطرفين المسيحيين وكذلك الصهيونية اليهودية من متطرفي اليهود.. فالصهيونية الإسلامية تتكون من متطرفي المسلمين الذين يشغلون الساحة السياسية الآن، وكلهم يشتركون في نفس الأفكار حتى بالنسبة لرؤية المرأة كعورة لا تخرج من بيتها إلا للقبر!!… ويهود إسرائيل والصهيونية العالمية هم أول من قالوا أن (الإسلام هو الحل).. لأن الإسلام كدين لا يمثل مشكلة أو خطرا على اليهود.. وكذلك التيارات الإسلامية ليست بينها وبين التيارات اليهودية مشكلة.. لكن المشكلة معهم تتمثل في “العُروبة” وهي التي تشكل خطرا على وجودهم.

  • وهل هم يقومون بخدمة هذه الأهداف عن قصد أم عن غفلة وجهل منهم؟

اؤكد مليون بالمائة أنهم يقومون بهذا عن قصد.. فهم سافروا واتفقوا معهم أكثر من مرة وتم الإعلان عن هذا السفر واللقاءات.. وهذه هي طريقتهم.. فعندما كان عبد الناصر يتفاوض مع الإنجليز من أجل الجلاء كانوا هم يتحالفون مع الإنجليز من أجل الإستيلاء على السلطة في مصر، وبيجن قال في مذكراته أنهم كانوا يتصلون بالإخوان المسلمين لكي يثيروا القلاقل في مصر من أجل إضعاف عبد الناصر في المفاوضات مع إسرائيل، والإخوان يتسمون بأنهم منظمين وعلى فكر واحد ومغسول عقولهم ويضعون أهدافهم ولا يرون غيرها، والآن لا يهمهم أن تحرق بورسعيد أو المنصورة او غيرها فهم يسيرون في طريقهم ولا يلتفتون يمينا أو يسارا.

  • اذا كانت هذه هي رؤية اجهزة الدولة الأمنية من جيش ومخابرات وغيرها فلماذا يتركون الإخوان ينفذون هذه المخططات الى نهايتها دون محاولة إيقافهم؟

للأسف أن الإخوان الآن هم الدولة.. فهم من يأمر الجيش والمخابرات والحرس الجمهوري وأمن الدولة وغيرهم وهم من يعزلون قادتهم، وهذه الأجهزة الأمنية في وضع سيء جدا اليوم، فالدولة تسير في إتجاه بينما المصلحة الوطنية في إتجاه آخر، ونحن لسنا مثل الدول المتقدمة وأمريكا مثلا حيث تعمل اجهزة المخابرات والأمن القومي للمصلحة البحتة للدولة حتى لو كانت ضد توجه رئيس الدولة، أما في مصر فأقوى شخص هو رئيس الجمهورية فهو من يملك سلطة إصدار القرارات الجمهورية وتنفيذها بواسطة الحرس الجمهوري.

  • في ظل مطالبات الكثيرين بعودة الجيش الى الحكم وعمل توكيلات لقادتة لإدارة شئون البلاد.. فهل تتوقع ان يستجيب الجيش ويعود بالفعل ليمسك الحكم لإنهاء الحالة التي اوصلنا لها الإخوان منذ تسلموا السلطة؟

الجيش لن يتدخل إلا اذا رأى فوضى عامة وخطرا حقيقيا على البلاد لأن تجربة عمل الجيش في السياسة المرة السابقة مع المشير طنطاوي غير سارة ابدا… فقادة الجيش جاءت لهم السلطة على طبق من فضة لكن كان لهم وعود وإرتباطات بمبارك ونظامه وكان عليهم ضغوط شعبية وضغوط الأمريكية وكانت هناك تهديدات كثيرة للبلاد، وفي نفس الوقت لم يكن لأحد من قادة المجلس العسكري شخصية مستقلة وقوية ليستطيع الخروج للتحدث الى الشعب مع سهولة هذا الأمر في مصر، فعندما تحدث الشعب فإما أن يأتي جميعه معك أو ضدك، وإذا أقنعت الشعب المصري فسيعبدك لأنه شعب يحب القائد المعبود بطبيعته، تماما كما فعل عبد الناصر عندما أقنع الشعب عن طريق بعض القرارات والتصرفات، أما طنطاوي فلم يفعل ذلك رغم أنه شخص وطني مخلص لكن هناك ضغوط كثيرة فرضت عليه ولم يجد في الشعب من يستجيب له او يستند عليه.

  • لكن المشير طنطاوي هو من قام بتسليمنا للإخوان وهو يعلم عنهم ما يعلم؟

الحقيقة أن المشير طنطاوي فوت هذه الفرصة كما قال هيكل لأنه كان يستطيع أن يأتي بمحمد مرسي كرئيس وزراء وساعتها كان مرسي سيحترق ولن يترشح للرئاسة.. وليته فعل!.. فالمجلس العسكري عمل ما فيه مصلحة مصر لكن طنطاوي لم يكن عنده الكاريزما اللازمة لجعل الشعب معه، بالإضافة لأن الشعب نفسه مفكك وليس هناك من يصلح للزعامة بإتفاق الجميع، فالبرادعي عليه إعتراضات وصباحي كذلك فليس هناك من يصلح لكي يكون قائد ولتسليم السلطة له.

  • ما صحة ما اشيع عن إن طنطاوي وعنان كانا يخططان للانقلاب على الرئيس مرسي فاستطاع هو ان يطيح بهم أولا؟

اذا صح هذا فهي مصيبة أن يعرف الإخوان ما يحدث داخل الجيش، لكن ايضا اذا كان هذا صحيحا فالجيش يستطيع أن ينفذ الأمر خلال ساعة واحدة، لكن لا اعتقد أن طنطاوي كان ينوي عمل انقلاب على مرسي فليس هناك دليل على ذلك، ومن يشيع هذا هو الإخوان لتبرير سوء تصرفهم معه وغدرهم به… لكن على العموم فطنطاوي لم يكن له شعبية في الجيش، فكان يفضل ان يكون مكروها في الجيش لكي ينال رضاء مبارك.. ولهذا استمر 20 عاما كوزير دفاع… ومبارك كان يراه انه (YES MAN) او الرجل المطيع.. وطنطاوي استفاد كثيرا من وجوده في منصبة بما كان له من امتيازات عديدة تعود عليه بالكثير.

  • كيف ترى تعامل الإخوان والرئيس مع حماس وما تقدمه لها من دعم دائم؟

حماس هم فصيل من الإخوان.. وهناك من يقول أن درجة الرئيس مرسي في ترتيب التنظيم العالمي اقل من درجة رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية… فالإخوان وحماس تنظيم واحد ولهما وفكر وإتجاه وهدف واحد؛ لكن يجب أن تكون مصر أولا وقبل كل شيء بالنسبة لهم ولنا.

  • نحن نرى تضاد بين رؤية كل من الرئاسة والجيش بالنسبة لملف حماس والأنفاق والحدود يشير الى وجود صراع على تنفيذ الرؤى والأهداف لكل منهما… فإلى ماذا سيؤدي ذلك التضاد وأي فريق يمكن ان يحسم الأمر لصالحة؟

هذا التضاد في الرؤى والأهداف لابد وأن يتم حسمه لصالح القوات المسلحة لأنها عندما تفكر في شيء فيكون من منطلق المصلحة الوطنية البحتة لمصر وإلا تكون قوات مرتزقة؛ أما الإخوان فليس لديهم فكرة الوطنية.. وليس من مصلحة مصر كدولة أن يتم إختراق حدودها من أي جهة وأي دخول لأي شيء بغير إرادة مصر فهو ضد مصلحة مصر سواء كانت بضائع مهربة أو مخدرات أو سلاح.. فهذا يكون خلل يجب بتره؛ وكل هذه الأشياء تأتي من عند حماس، فهم يهربون البضائع الإسرائيلية الينا ويأخذون منا السلع المدعمة التي يدفع الشعب ثمنها من دمه، فكيف نحترم حماس وما تفعله!.. وعندما كانت هناك اشتباكات بين إسرائيل وحماس قمت بمقابلة أبو مرزوق عندما أتى الى مصر وقلت له أني كنت معكم قلبا وقالبا اثناء حرب غزة وضرب إسرائيل لكم لكني لست معكم اليوم وأنتم تأخذون السلع المصرية المدعمة والمسروقات المصرية وتدخلون الينا السلاح وتتدخلون في السياسة الداخلية لمصر، فسكت ولم يستطع ان ينطق بشيء، وبالتالي فالصدام بين الرئاسة والجيش أو بين التوجه السياسي والعسكري بشأن هذا الملف وارد الحدوث جدا، لكن هذا يعتمد على شخصية وزير الدفاع في النهاية.

  • كيف ترى ما يحدث في بورسعيد وما رأيك فيما يحدث من اطلاق نار متبادل بين الجيش والشرطة هناك الى درجة وقوع قتلى ومصابين من الجانبين؟

هناك بالتأكيد من يقف وراء هذا الأمر ويخطط لشيء ما.. فهناك من يرتدون زي الشرطة وهناك أفراد من حماس أيضا، فهناك من له مصلحة في الوقيعة بين الجيش والشرطة وليس هناك غير الإخوان الذين يريدون هذا، فقد أصابوا بالجنون عندما رأوا وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي يجتمع ويتحد مع وزير الداخلية السابق جمال الدين.. وفي اليوم التالي تمت اقالة وزير الداخلية؛ وانا عرفت أن السيسي عندما قابل جون كيري وزير الخارجية الأمريكي قال له أن الجيش سيقف بجوار الشعب وأن مطالب الشعب مجابة، وبالتالي فالإخوان يريدون أن يدخل الجيش في صراعات مع الشرطة لكي لا يستطيع عمل شيء بغير إرادة الإخوان… لكن في النهاية كيف يمكن للإخوان أن يوصلوا قطاع من البلد مثل بورسعيد والنوبة التي تتشكل فيها حركة “كتاله” التي تهدد بحمل السلاح والإنفصال عن الدولة، فكيف توصل شعبك لهذه الدرجة من الغضب، ولا انسى السيدة البورسعيدية التي كانت تدعو على مرسي ان يموت إبنه كما مات إبنها، فرغم أن مبارك أذل المصريون 30 سنة إلا ان الشعب كله بكى معه حين فقد حفيده، ومع هذا هو وجماعته لا يريدون أو يروا كل هذا كمثل الحمار الذي يوضع غمامة على عينه فلا يرى غير طريقه الذي يسير فيه.

  • في رأيك كيف سيتعامل الجيش مع ميليشيات الإخوان وهم يشكلون خطرا على المجتمع بما لديهم من سلاح وأفراد؟

بالتأكيد الجيش والأجهزة الأمنية وكل من المخابرات الحربية والعامة ترصد بدقة هذه الأعمال الغير شرعية التي ستؤدي الى فشل الدولة، فمن أول مواصفات الدولة الفاشلة أن يكون بها ميليشيات، فلابد أن الأجهزة السيادية ترصدهم بحيث ان تأتي لحظة لن تجد فيها ملتحي في الشارع، كما حدث في سنة 54 و65.. عندما قام عبد الناصر بوضع جميع الإخوان المسلمين في السجون وعددهم اربعة عشر الفا، وفي عهد السادات أدخل منهم ستون الف إخواني الى السجون.

  • هل يتطلب هذا أن يكون الجيش هو الممسك بالسلطة ليقوم بهذا الأمر؟

الحقيقة أن هناك تناقض شديد بين مطالبات الناس بعودة الجيش ليمسك الحكم وبين كلام النخبة السياسية والمثقفة وتعاليهم على الجيش، فهل نسى هؤلاء الذين يطلقون على الجيش كلمة “العسكر”.. أن أول من وضع دستور لمصر كان شريف باشا وهو برتبة مشير في الجيش، وأن أول من شكل مجلس شورى النواب المصري كان أحمد عرابي وهو ضابط بالجيش، وأن من قام بإدارة قناة السويس عندما تركها الإنجليز بقصد إفشالها كانوا من ضباط الجيش وأداروا هذا المحور العالمي بكل كفاءة وإقتدار، وكذلك السد العالي وغيره من المشروعات الوطنية العملاقة، فلماذا ينكرون هذا الجهد للجيش ويسمونهم العسكر وكأنهم مماليك أو مرتزقة.

  • أن أول من
  • وكيف ترى رد فعل التيارات الإسلامية وبالذات الإخوان إذا ما قام الجيش بالإمساك بخيوط الحكم مرة اخرى؟

الإخوان لن يستسلموا لعودة الجيش للحكم، فهم كانوا مشتاقين للوصول للسلطة ومرسي هو رمز بالنسبة لهم، وهم لم يأتوا ليبقوا لأربع سنوات فقط بل لربعمائة سنة، وما لم يقتلعوا بالقوة فلن يتركوا الحكم أبدا، والحالة الوحيدة التي اتقبل فيها حكم الإخوان هو أن يكون إهتمامهم الأول والأخير هو مصر لكن لا يقول ان دولته عاصمتها القدس، اما أن يكون آخر إهتماماتهم هي مصر فهذا غير مقبول ابدا، لكن كما قلت فإذا تمت إزاحة الإخوان من الحكم ان يتم السيطره عليهم جميعا، وهم معلومون تماما لدى أجهزة الأمن وكلهم لديهم ملفات ويمكن ان يتم ادخالهم السجن جميعا كما حدث من قبل، واذا لم يتم ذلك فيمكن أن يقوموا بالرجوع الى سابق عهدهم من اعمال قذرة واغتيالات وتفجيرات الى آخر هذه الأمور.

  • هناك اقاويل عن وجود غضب بين الرتب الصغيرة في الجيش لعدم رضائهم عما يحدث ويريدون من القادة أن يقوموا بعمل تحرك سريع وحاسم.. فما صحة ذلك وما معناه؟

الجيش المصري مثله مثل جميع الشعب يتكون من خليط من البشر والأفكار وردود الأفعال، فالجيش يتكون من افراد الشعب على إختلاف اصولهم وثقافاتهم وطباعهم وغير ذلك وهم يعيشون بين المدنيين مع زوجاتهم واولادهم، ونحن لسنا جيش عقائدي أو قبلي أو مذهبي، فالضباط يعبرون عن رأيهم ويتفاعلون مع الأمور، وهناك قياس للرأي العام داخل الجيش وتقارير يتم رفعها الى القيادات العليا ووزير الدفاع، فلابد أن يكون للوزير صفات الزعامة العسكرية لأن القائد لا ينجح بدون ذلك، لكن للأسف أن السادات ومبارك قضوا على كل من كانت له هذه الصفات وشعروا ببدء علو شأنه وأن لهم مستقبل، فالسادات قام بإحالة اكثر من 130 لواء اركان حرب واستبدلهم بأشخاص غير مؤهلين، فهذه خطة وسياسة تتم عندما يكون لرئيس الدولة أهداف أخرى غير مصر ويمكن توقع أي شيء منه.. وهذا ايضا ما يحدث الآن في عهد الإخوان.

  • إذن لا أمل في ان يتدخل الجيش ويفض الإشتباك بين الشعب والإخوان؟

كما قلت الجيش لن يتدخل إلا حين يجتمع الشعب كله على هذه الرغبة، ثم أن الإنقلاب العسكري له مواصفات، فيجب ان يسيطر قائد الإنقلاب على كل افرع الجيش وعلى المخابرات والشرطة العسكرية والقضاء، بحيث ان تستقر الدولة في وقت قصير للغاية، فعندما قُتل السادات وكما سيثبت التاريخ كانت هناك جهة معينة تنظم عملية القتل بحيث تكون الأمور في مصر مستقرة على الفور، فكان هناك نائب له كمبارك وهو مسيطرا على القضاء والشرطة العسكرية والمخابرات والجيش، فقبل ان يتم قتل السادات كان مبارك يسيطر على جميع القوى التي تستطيع التأثير في البلد.

  • الواضح أن العكس هو ماحدث.. فمرسي سيطر على الجيش بحيث جعله يوافق على وجود امريكيين في سيناء بمعداتهم وأجهزتهم لرصد وضبط الحدود مع غزة فكيف وافق الجيش على وجود اولئك الأمريكان؟

وجود الأمريكيين ومعداتهم لا يعود لعصر مرسي فقط بل يرجع الى السادات حين ابرم اتفاقية السلام فكان شرطا وجود قوات مراقبة في الجورة والعريس وشرم الشيخ وفي المضايق وهم مزودين بأسلحة رصد ومراقبة لكي تضمن امريكا السلام للدولتين، ولا أعرف كيف قبل السادات هذا الشرط، فهو لم يكن عقلية استراتيجية بالدرجة المطلوبة، يمكن ان يكون سياسي ناجح او داهية “العُبان”… لكن في النهاية هو من جعل بإمكان الإسرائيليين الدخول الى سيناء بدون جواز سفر، وبعد أن كان لنا 100 الف جندي شرق القناة والف دبابة أصبح لدينا 7 الاف جندي فقط و30 دبابة، ويجب أن نعرف أن الرؤساء يعلمون اسرار معينة فيأخذون فيها قرار نتيجة الخوف سواء على بلده او على نفسه، فرئيس الجمهورية يتعامل مع جهات تملك جميع الطرق والوسائل للغدر والخيانة والإغتيال وقتل اولاده وكل شيء… ورئيس الموساد عاموس جلعاد عندما ترك منصبة قال انهم جعلوا مصر لن تستقر لأي رئيس يأتي بعد مبارك وهذا معناه وجود اختراق شديد لنا عن طريق افراد يعملون لصالحهم ويجب على الجهات السيادية أن تعمل بكل طاقتها لرصد هؤلاء وتحديدهم والقضاء عليهم.

  • إذا كان الجيش هو من يسيطر على الحدود فعلا فبماذا تفسر كميات السلاح الهائلة التي تدخل البلد الآن من جميع الحدود؟

معظم هذه الأسلحة يتم تهريبها من ليبيا، فالحدود بيننا وبينهم مفتوحة لآلاف الأميال من البحر الأبيض حتى السودان، والمهربون يتخذون طرقا جبلية ووعرة وغير معروفة للجيش، لكن بالفعل يجب اتخاذ اجراءات اكثر من الحالية لحماية الحدود لأن هذه مسألة أمن قومي.. والمسألة تحتاج لمعدات تكنولوجية متطورة وأيضا لتفرغ الجيش، فلا يستطيع الجيش ضبط الحدود وهو منتشر داخل المدن ومتورط في الصراعات السياسية للمدنيين.

  • هل الإخوان هم من وراء دخول هذه الكميات الهائلة من الأسلحة لتخزينها لديهم اذا ما احتاجوها؟

بالقطع هناك الكثير من السلاح الذي يدخل مصر لحساب الإخوان وبمعرفتهم وهم من وراء ذلك، لأنهم هم من يريدون تكوين ميليشيات مسلحة ومدربة ويريدون عمل شرطة موازية وجيش موازي لأنهم لا يأمنون جانب الجيش المصري الآن، ولاحظ أن الإخوان لديهم عداء شديد للجيش بسبب إعتقالهم فيما مصى مع أن الجيش ليس له دخل بالأمر، فالذي كان يعتقلهم هم الشرطة العسكرية والمباحث الجنائية وامن الدولة وليس القوات المسلحة.

  • لكن الجميع يتوقع ان يكون الدور القادم على الجيش بعدما سيطر الإخوان على القضاء والشرطة فسيحاولون فرض سيطرتهم على الجيش كذلك؟

في هذه الحالة يكونوا هم الجاني على أنفسهم، فالجيش ساعتها سيتخذ إجراءات مضادة وسيخرج منه قائد جديد من غير مجموعة السيسي، وانا اتوقع أن يخرج هذا القائد آجلا او عاجلا.. وسيكون في هذا نهاية الإخوان.. فأمام الإخوان طريقين الآن.. إما أن يعدلوا من أنفسهم وإما الرحيل.

  • وما رأيك فيما يثار من خضوع وتعاون الإخوان مع دويلة قطر وما أثير من إعطاءها إمتيازات كبيرة في الأراضي الواقعة حول قناة السويس والمشروعات المزمع بناؤها هناك؟

قطر هي دولة عميلة تم زرعها في المنطقة لتنفيذ مخططات اسرائيل وأمريكا، والإخوان يتعاونون معها لأنهم متعاونون في الأصل مع الصهيونية العالمية وأمريكا، وكل من قطر والإخوان ينفذون نفس المخطط الصهيوأمريكي.

  • بما انك خضت عدد من الحروب فهل كان الشعب يعاني من نقص السلع والغلاء اثناء الحرب كما يحدث الآن بدون حرب؟ وهل هو عقاب للشعب المصري ام عدم كفاءة للوزارة؟

انا لا افهم كيف تختفي السلع من الأسواق بهذا الشكل وخاصة البنزين والسولار.. فعندما دخلنا حرب 73 لم تنقطع هذه السلع من مصر، وفي حرب الإستنزاف لمدة ست سنوات كاملة لم تحدث فيها أزمة في المواد البترولية برغم محاولات الدول المعادية لمصر التضييق علينا في هذا، فمن المؤكد أن هذا الأمر مقصود لكي تتكامل خطة الإخوان وتدبيرهم فلا اصدق أن هناك وزير لا يستطيع حل هذه الأزمة.. ولا ننكر ان وزارة قنديل فاشلة فهي لا تفهم شيء في الإدارة التي هي سر نجاح كل شيء.

Leave a comment